تصاعد النزاع البحري بين الصين واليابان حول الجزر المتنازع عليها
تصاعد النزاع البحري بين الصين واليابان حول الجزر المتنازع عليها حيث اندلعت صدامات بحرية بين سفن خفر سواحل الصين واليابان في محيط مجموعة من الجزر المتنازع عليها في بحر الصين الشرقي.
هذه الأحداث جاءت بعد أيام من هجوم أفراد من خفر السواحل الصيني على سفينة فلبينية في بحر الصين الجنوبي، كما جاء في بيانين صادرين عن البلدين.
خفر السواحل في كل من الصين واليابان يجرون دوريات متكررة في المناطق البحرية المتنازع عليها بين البلدين،
بما في ذلك تلك الجزر التي تسميها طوكيو بـ “سينكاكو” وتسميها بكين بـ “دياويو”.
أعلنت الصين يوم الاثنين الماضي أنها اتخذت “إجراءات الرقابة اللازمة” بعد أن أبعدت 4 سفن
صيد يابانية وعدة زوارق دورية من منطقة متنازع عليها في فترة بين 20 إلى 24 يونيو الحالي.
وأفاد متحدث باسم خفر السواحل الصيني في بيان بأنهم “يحثون اليابان على التوقف فورا
عن جميع الأنشطة التي تتعارض مع القانون في المنطقة وضمان عدم تكرار وقائع مماثلة”.
من جهته، أشار خفر السواحل الياباني في بيان منفصل أصدر في وقت متأخر
أمس إلى أن “اثنتين من أربع سفن تابعة لخفر السواحل الصيني اقتربتا من سفن صيد يابانية
تعمل في المياه الإقليمية المحيطة بالجزر رغم تحذيرهما من عدم الاقتراب ومطالبتهما بالمغادرة بشكل متكرر”.
الفلبين تفضل الحوار
اليوم الثلاثاء، أعلن وزير الخارجية الفلبيني، انريكي مانالو، عن نيته إجراء حوار مع الصين بشأن الاشتباك العنيف
الذي وقع الأسبوع الماضي بين خفر السواحل الصيني والبحرية الفلبينية في بحر الصين الجنوبي.
أوضح مانالو أمام مجلس الشيوخ الفلبيني في مانيلا أن بلاده تأمل في عقد اجتماع ثنائي في مطلع يوليو لمناقشة الأحداث الأخيرة،
مشددًا على أولوية الحوار والدبلوماسية في التعامل مع حوادث مثل هذه.
الأسبوع الماضي، هاجم بحارة من خفر السواحل الصينيين سفينة فلبينية تقوم بمهمة إمداد للجنود الفلبينيين
المتمركزين على سفينة عسكرية معطلة في جزيرة سكند توماس المرجانية في بحر الصين الجنوبي.
الحادث شمل استخدام سكاكين وأسلحة بيضاء أخرى من قبل البحارة الصينيين، مما أدى إلى إصابة بحار فلبيني وفقدان إبهامه.
كما أفاد الجيش الفلبيني بأن خفر السواحل الصيني قد قام بمصادرة أو تدمير معدات فلبينية، بما في ذلك أسلحة نارية، خلال الحادث.
المنطقة التي وقع فيها الاشتباك تقع على بعد حوالي 200 كيلومتر من جزيرة بالاوان الفلبينية وأكثر من 1000 كيلومتر عن هاينان، أقرب جزيرة صينية كبيرة.
وأضاف الوزير أنهم أبلغوا نظراءهم بحزم أنه من غير المقبول اعتبار تسليم المواد الضرورية لقواتهم استفزازًا يبرر تكثيف العمليات الصينية.
رد بكين
بدورها، ردت بكين بأن خفر السواحل التابع لها تصرف بطريقة “محترفة ومعتدلة” خلال المواجهة،
وأكدت أنه لم يتم اتخاذ أي “إجراء مباشر” ضد الفلبين.
رئيس الفلبين، فرديناند ماركوس، أعرب في الأيام الأخيرة عن رفض بلاده “لترهيبها أبدًا” بعد الاشتباك، مشيرًا إلى أهمية تسوية الخلافات بشكل سلمي.
الصين زادت تصعيد النزاعات مع الفلبين في الأشهر الأخيرة، مع تعزيز جهودها لدعم مطالبها بالسيطرة الشبه
الكاملة على الممر المائي الاستراتيجي الذي تمر عبره تجارة تزيد قيمتها على 3 تريليون دولار سنويًا.
وقعت عدة حوادث في المنطقة بعدما نشرت الفلبين مهام لإمداد جنودها على متن سفينة حربية قديمة معطلة في بحر الصين الجنوبي.
الصين تدعي أن لها السيادة على معظم بحر الصين الجنوبي،
بما في ذلك المناطق التي تطالب بها الفلبين وفيتنام وإندونيسيا وماليزيا وبروناي.
سابقًا، حذرت الصين الفلبين من التوغل في مياهها الإقليمية ونفذت قواعد جديدة بداية من 15 يونيو،
تنص على تطبيق قانون 2021 الذي يسمح لخفر السواحل الصيني باستخدام القوة ضد السفن الأجنبية في المياه التي تدعي الصين أنها تابعة لها.
تلك القواعد الجديدة تسمح لخفر السواحل الصيني بالاحتجاز للسفن المتسللة إلى المنطقة لمدة تصل إلى 60 يومًا دون محاكمة.