بمشروع إنساني استثنائي، أقدمت لاجئة سورية شابة على تحويل خيمتها في ولاية كهرمان مرعش إلى مركزي ترفيهي لإسعاد الأطفال الذين تضررت بيوتهم جراء الزلزال المدمّر الذي ضرب المنطقة في السادس من
شباط الماضي وتسبب بمقتل أكثر من 50 ألف شخص وتشرد الملايين.
وفي لقاء مصور مع “قناة أورينت”، ذكرت اللاجئة السورية (روان رزوق) 27 عاماً، أنها أقدمت على هذا المشروع التطوعي لمساعدة الأطفال الذين خسر بعضهم عائلته بالكامل أو أفراداً منهم خلال الزلزال، وقامت بتقديم الدعم النفسي والاجتماعي لهم من خلال تخصيص خيمتها لهم للقيام بنشاطات ترفيهية.
وبيّنت رزوق التي تخرجت في جامعة “كهرمان مرعش” قسم تنمية أطفال، أنها أطلقت على مشروعها اسم (خيمة لإسعادهم)، حيث من خلال دراستها وتجربتها بالمجال التطوعي والدعم النفسي تمكّنت من البدء بمشروعها بشكل بسيط عبر القليل من الألعاب والمستلزمات التي تبرّع بها الناس وجعلت الأطفال في غاية السعادة.
وأضافت أنه عندما حدث الزلزال أصيبت بصدمة شديدة حيث خسرت منزلها في كهرمان مرعش وباتت بلا مأوى وقلبت حياتها رأساً على عقب وسط أنقاض البيوت المدمّرة ومئات العالقين تحت الأنقاض الذين ينتظرون من يساعدهم، لذا بعد ساعات قليلة من الأوضاع الكارثية بدأت بالتطوع مع الناس والمنظمات والجمعيات لتأمين الطعام والشراب والتدفئة والخيم للمتضررين.
شابة #سورية تحول خيمتها البديلة عن منزلها المدمر جراء زلزال #كهرمان_مرعش إلى مركزي ترفيهي لإسعاد الأطفال#أورينت pic.twitter.com/eyiUFJUYJ7
— Orient أورينت (@OrientNews) July 31, 2023
زلزال ومعاناة
وتابعت أنها بعد أيام قررت أن تفعل شيئاً لمساعدة الأطفال، فحوّلت خيمة تبرّع بها أحد معارفها لتعيش فيها، إلى مكان مخصص يشبه روضة الأطفال أطلقت عليه اسم (خيمة لإسعادهم)، وذلك بعد أن عثرت على بيت لتقيم فيه، وبدأت بوضع بعض الألعاب فيه، لكن المشروع لم تشرع به فعلياً سوى في الأسبوع الثاني للزلزال.
وأوضحت “رزوق” أن النشاطات كانت ترفيهية وواجهت الكثير من الصعوبات كالطقس العاصف والبرد والمطر الشديد في الشتاء، أما الآن فما يزيد المعاناة هو الحرارة الشديدة إضافة إلى العدد الكبير للأطفال، ولا سيما أنه يعيش حالياً في المخيم المقام بكهرمان مرعش أكثر من ألف طفل بعضهم سوريون وبعضهم أتراك وبعضهم أفغان.
ولفتت إلى أنه مع الأسف لا توجد الإمكانيات اللازمة لاستيعاب العدد الكبير، لذا حاولت تقسيم الأطفال إلى مجموعات على أمل دعم أكبر عدد منهم والفضل يعود للمتطوعين والناس الذين قدّموا المساعدة، مشيرة إلى أنها تتمنى وجود متخصصين يستطيعون إخراج الأطفال من الحالة التي يشعرون بها ويعيشونها.
أهداف المشروع الإنساني
وحول الغاية الأساسية من المشروع الإنساني، أكدت اللاجئة السورية أنه في البداية كان الهدف هو أن يتجاوز الأطفال الأثر السلبي الذي خلفه الزلزال، لذا تم التركيز على الأمور الترفيهية، لكنهم بعد فترة لاحظوا وجود مهارات ومواهب عند الأطفال كالرسم والرياضة فقاموا بالتركيز عليها ومحاولة تنميتها حتى إن بعض الصغار قاموا بالرسم على الخيمة نفسها من الداخل والخارج.
وأردفت أنها ركزت أيضاً على موضوع الاندماج داخل المخيم المخصص للمتضررين من الزلزال ولا سيما أن عدد المقيمين به كبير جداً، حيث يوجد عائلات تركية إلى جانب عائلات لاجئة من سوريا وأفغانستان، موضحة أنها واجهت حالات خاصة لدى الأطفال فحاولت التخفيف من الأثر النفسي الذي تولد لديهم.
وختمت رزوق حديثها بالقول إنها ترجو لو يتم تخصيص مكان أوسع لاستيعاب الأطفال، أو أن يقدم أحد المتبرعين (كرفانة) لتخفيف الضغط على خيمتها وإفراح الصغار، وذلك بعد أن أصبحت خيمتها بمرور الوقت غير مريحة للجميع ولا تسع الجميع.