استهداف متواصل لغزة يسفر عن عشرات الشهداء والجرحى
استهداف متواصل لغزة يسفر عن عشرات الشهداء والجرحى حيث واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي تصعيد عدوانه على قطاع غزة، ما أسفر عن سقوط عشرات الشهداء والمصابين في اليوم الـ403 من العدوان، نتيجة سلسلة غارات استهدفت مناطق متعددة في القطاع.
وأفادت مصادر طبية لقناة الجزيرة أن 39 فلسطينيا استشهدوا منذ فجر يوم الاثنين جراء القصف الإسرائيلي.
وفي منطقة المواصي الواقعة غرب خان يونس، والتي تأوي آلاف النازحين، استشهد 8 فلسطينيين نتيجة غارات الاحتلال.
كما استهدف القصف الإسرائيلي مقهى إنترنت غربي خان يونس، ما أدى إلى وقوع شهداء وجرحى.
وفي مدينة غزة، شنت قوات الاحتلال عدة غارات على منطقة تل الهوى جنوب غرب المدينة.
أما في حي الزيتون جنوب شرق غزة، فقد ذكر مراسل الجزيرة أن آليات الاحتلال أطلقت نيرانها باتجاه منازل المدنيين،
في حين استهدف الاحتلال أيضا المنطقة الصناعية غرب المدينة بسلسلة غارات عنيفة.
إبادة الشمال
في شمال قطاع غزة، الذي يشهد حصار وإبادة إسرائيلية منذ أكثر من شهر، وصف مسؤول صحي فلسطيني الوضع في مستشفى كمال عدوان بأنه أشبه بـ”كابوس يومي” نتيجة نقص حاد في الكوادر الطبية،
بينما تستمر الطواقم الموجودة في تقديم خدماتها وسط مخاطر كبيرة وانعدام الإمكانيات.
وأشار مدير المستشفى الحكومي، حسام أبو صفية، إلى أن نقص التخصصات الجراحية والكوادر الطبية يعرقل الجهود المبذولة لإنقاذ الأرواح، مما يضع العاملين تحت ضغوط تفوق طاقاتهم.
وأوضح أن الطواقم الطبية تواجه تحديات هائلة في توفير الرعاية اللازمة للجرحى والمرضى بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض على شمال القطاع،
والذي يحول دون دخول الإمدادات الحيوية والفرق الطبية المتخصصة.
وأضاف أبو صفية: “نعمل وفق نظام الأولويات لتحديد الحالات الأكثر خطورة، لكن غياب الإمكانيات يزيد من تعقيد الأوضاع،
خاصة مع استمرار منع الاحتلال دخول المعدات الطبية والوفود الإنسانية منذ بداية العدوان على شمال غزة في الخامس من أكتوبر/تشرين الأول الماضي”.
وبين أن المستشفى، المحاصر بالكامل، يتعرض لقصف مستمر من طائرات مسيّرة تلقي قنابل صوتية وتطلق النار في ساحاته، ما يثير الذعر بين المرضى وذويهم، خاصة الأطفال والنساء.
وحول القصف الإسرائيلي الذي استهدف مدخل قسم الطوارئ والاستقبال أمس الاثنين،
أوضح أبو صفية أنه تسبب في إصابة ثلاثة من العاملين، أحدهم حالته خطيرة ونقل إلى العناية المركزة،
مشيرا إلى أن هذا القصف زاد من صعوبة استقبال العدد الكبير من المصابين الناتج عن القصف المستمر.
يذكر أن الجيش الإسرائيلي شن في الخامس من أكتوبر/تشرين الأول اجتياح بري شمال قطاع غزة بذريعة منع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من استعادة قوتها.
ومنذ السابع من الشهر ذاته، بدعم أميركي، يواصل الاحتلال عدوانه الذي أودى بحياة أكثر من 146 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح،
غالبيتهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 10 آلاف مفقود.
كما تسبب العدوان بدمار هائل، ومجاعة أودت بحياة العشرات من الأطفال وكبار السن، في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية عالميا.
ورغم قرارات مجلس الأمن الدولي وأوامر محكمة العدل الدولية بوقف المجازر وتحسين الوضع الإنساني،
يواصل الاحتلال تجاهله لهذه المطالب، مضيفا مزيدا من المعاناة على سكان غزة.