محاولات إيران لزعزعة استقرار إسرائيل
محاولات إيران لزعزعة استقرار إسرائيل حيث نجحت إيران في استخدام تكتيك الحرب النفسية بفعالية داخل إسرائيل، حيث أصبح القلق والخوف سيدة الموقف، بينما يبدو أن الترقب والتكهنات بشأن الهجوم الإيراني المرتقب يزداد مع مرور الوقت. لا يمكن التأكد من صحة كل ما يتم نشره، ولكن الواضح أن هناك من يستغل الأوضاع الراهنة ليغذي الشائعات ويزيد من حالة التوتر، خاصة فيما يتعلق بالرد الإيراني المتوقع، كما أوردت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية.
في الأسبوع الماضي، كانت حالة التأهب في إسرائيل في ذروتها، وسط مخاوف من هجوم وشيك من إيران.
ومع أن الضربات الجوية الإسرائيلية ضد مواقع إيرانية خلال الزيارة الأخيرة لطائرات سلاح الجو قد تثير رداً من طهران في الأيام المقبلة، إلا أن توقيت هذا الرد يبقى غير واضح.
هل ستختار إيران الهجوم قبل الانتخابات الأمريكية أم بعدها؟ تباينت التقديرات حول هذا الموضوع؛ فقد ربط البعض الهجوم قبل الانتخابات بخدمة مصالح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي يعد الإيرانيون من أبرز معارضيه،
في حين رأى آخرون أن إسرائيل قد دمرت جزءاً كبيراً من النظام الدفاعي الإيراني، مما قد يسهل على الجيش الإسرائيلي رد الفعل في حال وقوع الهجوم.
وفي الوقت نفسه، هناك توقعات بأن أي هجوم إيراني قد يأتي من العراق أو اليمن، وهي مناطق يسهل على إيران أن تطلق منها الهجمات على إسرائيل.
خلال نهاية الأسبوع الماضي، ارتفع مستوى التأهب العسكري في إسرائيل، لكن على الجانب الآخر كانت هناك حرب نفسية على شبكات التواصل الاجتماعي،
حيث تم تداول شائعات تفيد بأن الهجوم الإيراني قد يتم في يوم السبت.
كما أضافت صحيفة “معاريف” أنه في عصر باتت فيه وسائل التواصل الاجتماعي تساهم بشكل كبير في تحديد الأجندات العامة،
فقد نجحت الحرب النفسية الإيرانية في التأثير على الواقع وتوجيه المشاعر العامة.
تحركات القوات الإيرانية
وكان هناك العديد من الأخبار المزيفة حول تحركات القوات الإيرانية أو إطلاق صواريخ، ما دفع المعلق العسكري الإسرائيلي
نير دافوري إلى التوضيح عبر وسائل الإعلام أن المؤسسة الأمنية لا تملك أي معلومات عن تلك الأخبار.
ولكن ذلك لم يمنع استمرار الشائعات في الانتشار.
إيران تسعى إلى إبقاء إسرائيل في حالة من التوتر المستمر، حيث تعمل على زرع الخوف والقلق داخل المجتمع الإسرائيلي.
ويعد هذا هو الهدف الأساسي من تصريحات المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، الذي غرد بالعبرية قائلاً
: “الولايات المتحدة والنظام الصهيوني سيواجهان رداً ساحقاً على أفعالهما”.
وتعزز إيران هذه الحرب النفسية عبر تصريحات ومقابلات مع وسائل إعلام عالمية مثل شبكة “سي إن إن”،
حيث تحذر من هجوم وشيك. جميع هذه التحركات تهدف إلى إبقاء حالة الرعب مستمرة داخل إسرائيل، وزرع الخوف والذعر بين سكانها.
وعلى صعيد آخر، أعلنت إيران في الأيام الأخيرة عن إلغاء الدراسة في مؤسساتها التعليمية،
وأكدت على تهديداتها بشأن هجوم غير مسبوق ضد إسرائيل.
في المقابل، حذرت إدارة بايدن إيران من مغبة تنفيذ أي هجوم آخر ضد إسرائيل، مؤكدة أن إسرائيل لن تتردد في الرد بشكل قاسي إذا حدث ذلك.
وفي النهاية، يشير الفيلسوف الروماني سينيكا إلى أن “أسوأ من الحرب هو الخوف منها”، وهو ما يعكس بدقة الاستراتيجية الإيرانية التي تركز على ترويج الخوف والقلق كوسيلة للضغط النفسي على إسرائيل،
وهو ما يحقق أهدافها دون الحاجة إلى القيام بعمل عسكري مباشر.