تبعات الحرب الكارثية تهدد مستقبل 7 ملايين طفل سوداني
تبعات الحرب الكارثية تهدد مستقبل 7 ملايين طفل سوداني حيث يواجه أكثر من 7 ملايين طفل سوداني، اضطروا للفرار مع أسرهم نتيجة الحرب، مخاطر جسيمة على صعيد التعليم والصحة والنفسية، وفقًا لتقارير من خبراء وباحثين ومنظمة “إنقاذ الطفولة”.
وبحسب التقديرات، فرَّ أكثر من 1.5 مليون طفل مع أسرهم إلى دول أخرى،
بينما كشفت بيانات أصدرتها منظمة “إنقاذ الطفولة” الأربعاء أن نحو 5.8 ملايين طفل،
أي أكثر من نصف النازحين داخليًا البالغ عددهم 11 مليونًا، هم دون سن 18 عامًا، بينهم 2.8 مليون دون سن الخامسة.
كما قدّرت المنظمة عدد الأطفال المولودين خلال الأشهر الثمانية عشر منذ بدء الحرب بحوالي مليوني طفل، بمعدل ولادة يبلغ 4 آلاف مولود يوميًا.
وأشارت المنظمة إلى أن ملايين الأطفال في سن ما قبل المدرسة اضطروا إلى النزوح في جميع أنحاء السودان،
مما يجعل الأزمة الحالية أكبر أزمة نزوح للأطفال في العالم.
ويشدد خبراء سودانيون، في تصريحات لموقع سكاي نيوز عربية، على ضرورة التحرك السريع لمواجهة التحديات التي تواجه ملايين الأطفال،
حيث أدت الحرب إلى تغييرات كبيرة في سلوكياتهم وتوجهاتهم، تاركة آثار كارثية على مستقبلهم.
خطر كبير
مع استمرار الحرب وتزايد أعداد النازحين وإغلاق معظم المؤسسات التعليمية والصحية،
يتعرض ملايين الأطفال في السودان لخطر فقدان فرص التعليم والحرمان من أبسط حقوق الطفولة المبكرة،
بما في ذلك التطعيمات والمياه النظيفة والرعاية الصحية والغذاء المغذي والمأوى من ظروف الطقس القاسية.
ويعيش نحو نصف هؤلاء الأطفال الآن في مجتمعات مضيفة، في حين يقيم النصف الآخر في ظروف صعبة؛
حيث يعيش 18% منهم في مخيمات النازحين، و16% في مخيمات غير رسمية أو في العراء، و9% في مدارس مكتظة أو مباني عامة أخرى.
ويتقاسم الكثير من هؤلاء الأطفال أماكنهم مع بالغين غرباء، ويعانون من نقص أو انعدام في الوصول إلى المياه والصرف الصحي.
وتواجه الفتيات تحديات خاصة، حيث تتعرض 3.2 مليون طفلة دون سن 18 عامًا لخطر العنف الجنسي، والاغتصاب، والزواج المبكر أو القسري.
وفي هذا السياق، أوضح محمد عبد اللطيف، المدير المؤقت لمنظمة “إنقاذ الطفولة” في السودان،
أن “الرضع والأطفال الصغار هم الأكثر ضعفًا، ويعيشون حاليًا في أسوأ الظروف.
عندما يجبر الناس على الهروب بسبب العنف، تكون النساء والأطفال عادة أول من يذهب،
وغالبًا ما تكون مخيمات النزوح مكتظة بالأطفال، إلا أن حجم أزمة نزوح الأطفال في السودان يعدّ مذهلًا”.
ويضيف عبد اللطيف: “الوضع في السودان يتفاقم ويخرج عن السيطرة، فكل يوم يزداد عدد الأرواح المعرضة للخطر بسبب العنف والنزوح.
أصبحت هذه الأزمة واحدة من أشد الأزمات الإنسانية تدميرًا، لكن العالم لا يوليها الانتباه الكافي”.
فقدان فرصة التعليم
أثارت مشكلة حرمان ملايين الأطفال السودانيين من فرصة الالتحاق بالمدارس قلقًا كبيرًا بين السودانيين.
ووفقًا لسامي الباقر، المتحدث باسم لجنة معلمي السودان، فإن أكثر من 6 ملايين طفل
في مراحل التعليم ما قبل الثانوي حرموا من فرصة الدراسة بسبب ظروف الحرب.
وأوضح الباقر في تصريح لموقع سكاي نيوز عربية أن حوالي 750 ألفًا فقط من النازحين واللاجئين تمكنوا من الالتحاق بالمدارس داخل السودان وخارجه.
ومع استمرار الحرب، وبعد الأطفال عن مقاعد الدراسة لفترات طويلة، يفقد العديد منهم الدافع والشغف بالتعليم،
حيث انشغل الكثير منهم خلال الثمانية عشر شهرًا الماضية باهتمامات أخرى، وبات بعضهم مضطرًا لتحمل جزء
من مسؤولية إعالة أسرهم في ظل الأوضاع المعيشية القاسية التي يعاني منها ملايين السودانيين.
وتحذر الباحثة الاجتماعية أسماء جمعة من الآثار السلبية للإغلاق الطويل على رغبة الأطفال في استكمال تعليمهم.
وترى جمعة أن الأولوية للتعليم تراجعت كثيرًا لدى الأسر النازحة التي تعاني من صعوبة توفير احتياجاتها الأساسية مثل الغذاء والعلاج والمأوى.
وتضيف جمعة لموقع سكاي نيوز عربية: “تأثر العديد من الأطفال بشكل سريع بنمط الحياة الجديد والبيئة التي وجدوا أنفسهم فيها بعد الحرب،
مما أدى إلى تغيرات سلوكية واضحة بسبب الضغوط والصدمات التي تركت آثارًا نفسية واجتماعية على الأطفال”.