من سيقود حماس بعد السنوار؟
من سيقود حماس بعد السنوار؟ حيث أعلنت إسرائيل الخميس عن استشهاد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) يحيى السنوار، الذي وصفته بأنه العقل المدبر لعملية “طوفان الأقصى” التي انطلقت في 7 أكتوبر 2023، واستهدفت المستوطنات والمعسكرات الإسرائيلية في منطقة غلاف غزة.
كان السنوار أحد القادة البارزين لحماس، ولعب دوراً حيوياً في قيادتها العسكرية، حيث كان هدفاً متكرراً للعمليات الإسرائيلية بسبب تأثيره الكبير على الساحة الفلسطينية.
ويعد استشهاده خلال المعركة ضربة كبيرة لحركة حماس وللمقاومة الفلسطينية بشكل عام.
وعقب نبأ استشهاد السنوار، طرحت أسماء عدة من قادة حماس المحتملين لتولي قيادة الحركة في المرحلة المقبلة.
هؤلاء القادة كان لهم دور محوري في تعزيز القدرات العسكرية والسياسية لحماس، ويعتبرون من الشخصيات الرئيسية التي قد تتصدر المشهد في الفترة القادمة. وإليكم بعضا منهم:
محمد الضيف
حاولت إسرائيل اغتيال القائد العام لكتائب القسام، محمد الضيف، سبع مرات بين الأعوام 2001 و2024، إلا أن جميع المحاولات باءت بالفشل.
ويعد “الضيف” من أبرز المطلوبين لدى الاحتلال، حيث تواصل أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية تعقبه على مدار الساعة، باحثة عن أي فرصة للإيقاع به.
ومن أشهر تلك المحاولات، الهجوم الذي وقع أواخر سبتمبر 2002، عندما استهدفت مروحيات إسرائيلية سيارات في حي الشيخ رضوان بغزة.
نجح الضيف في النجاة بأعجوبة، لكنه أصيب إصابة مباشرة تركته مشلولاً ومقعداً على كرسي متحرك.
وفي بداية أغسطس 2023، أعلنت حماس استشهاد زوجة الضيف وابنه علي، الذي لم يتجاوز عمره السبعة أشهر، إثر غارة إسرائيلية استهدفته.
كما شن الاحتلال في 13 يوليو 2024 غارات على منطقة المواصي في خان يونس، معلناً أن هدفها كان اغتيال الضيف.
غير أن حماس نفت وجوده في الموقع المستهدف، معتبرة أن الإعلان الإسرائيلي كان للتغطية على المجزرة التي ارتكبتها الغارات.
يعرف الضيف بأنه رمز من رموز المقاومة الفلسطينية، وشخصية محاطة بالغموض والتحدي أمام الاحتلال الإسرائيلي.
اكتسب لقبه بسبب قدرته الاستثنائية على التخفي والنجاة من محاولات الاغتيال المتكررة.
قبل انخراطه في العمل العسكري، كان للضيف دور بارز في المجال الفني، حيث أسس فرقة “العائدون”، أول فرقة فنية إسلامية في فلسطين، والتي كانت تهدف إلى إحياء التراث الفلسطيني ونشر رسائل المقاومة عبر الفن.
انضم محمد الضيف لاحقاً إلى كتائب الشهيد عز الدين القسام، الذراع العسكري لحركة حماس، حيث برز كقائد عسكري فذ.
عرف بذكائه الحاد وتكتيكاته العسكرية المبتكرة، وساهم بشكل كبير في تطوير القدرات القتالية والأسلحة لدى حماس، مما جعله هدفاً رئيسياً للاحتلال الإسرائيلي.
أشرف الضيف على عدد من العمليات العسكرية البارزة التي عززت مكانة المقاومة الفلسطينية، من أبرزها عملية أسر الجندي الإسرائيلي نخشون فاكسمان،
والتي كانت ضربة قوية للجيش الإسرائيلي، وأظهرت مدى التنظيم والاستراتيجية التي تتمتع بها كتائب القسام.
وعلى الرغم من دوره المحوري، بقي الضيف بعيداً عن الأضواء، ولم يظهر إلا في مناسبات نادرة، عادةً عبر رسائل ترتبط بالعمليات العسكرية.
وعاد اسمه ليبرز مجدداً في أكتوبر 2023 مع إطلاق عملية “طوفان الأقصى”،
مؤكداً مرة أخرى دوره كعقل مدبر ومخطط استراتيجي وقائد عسكري مؤثر في حماس.
مروان عيسى
مروان عيسى، نائب القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام وعضو المكتبين السياسي والعسكري لحركة حماس،
يعد من الشخصيات القيادية البارزة داخل الحركة، ومن أكثر المطلوبين لدى إسرائيل.
لعب دوراً محورياً في تطوير قدرات الكتائب، مما جعل منه تهديداً كبيراً للاحتلال الإسرائيلي.
ورغم أن إسرائيل أعلنت اغتيالة في غارة جوية خلال مارس 2023، لم تؤكد حماس رسمياً خبر استشهاده، ما أبقى مصيره غامضاً.
يلقب عيسى بـ”رجل الظل” لقدراته الاستثنائية في الإفلات من الرقابة الإسرائيلية، ويعتبر عنصراً رئيسياً في اتخاذ القرارات العسكرية داخل الحركة.
اعتقل عيسى، الذي يعتبر اليد اليمنى لمحمد الضيف والرجل الثاني في كتائب القسام، على يد قوات الاحتلال خلال الانتفاضة الأولى.
أمضى خمس سنوات في السجن (1987-1993) بسبب نشاطه التنظيمي في صفوف حركة حماس، التي انضم إليها في سن مبكرة.
تعتبره إسرائيل تهديداً مستمراً، وتصفه بأنه أحد أبرز العقول في “حرب الأدمغة” الدائرة بينها وبين حماس.
كما ترى فيه رجل “أفعال لا أقوال”، مشيرة إلى تمتعه بذكاء استثنائي وقدرات عملية فائقة.
وقد ذهب الاحتلال إلى القول إنه “يستطيع تحويل البلاستيك إلى معدن”، في إشارة إلى مهاراته البارزة في تطوير القدرات العسكرية للحركة ومرونته في التكيف مع الظروف الصعبة.
محمد السنوار
محمد السنوار، شقيق يحيى السنوار، يعد من أقدم وأبرز قادة كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكري لحركة حماس.
نادراً ما يظهر في العلن، إلا أن دوره المحوري في قيادة العمليات العسكرية يجعل منه شخصية أساسية داخل الحركة.
انضم إلى كتائب القسام منذ بداياتها في عام 1991 في غزة، وسرعان ما أصبح عضواً في هيئة الأركان.
كان محمد السنوار هدفاً متكرراً لمحاولات اغتيال إسرائيلية، ونجا من عدة هجمات، شملت غارات جوية وعبوات ناسفة، وكان آخرها في عام 2021.
وقد برز اسمه بشكل خاص كأحد المخططين الرئيسيين لعملية “الوهم المتبدد”، التي تعد من أكثر العمليات جرأة في تاريخ المقاومة الفلسطينية.
استهدفت العملية موقعاً عسكرياً إسرائيلياً قرب معبر كرم أبو سالم في 25 يونيو 2006، شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
أسفرت هذه العملية عن مقتل جنديين إسرائيليين وأسر الجندي جلعاد شاليط، الذي بقي في الأسر لمدة خمس سنوات،
حتى تم الإفراج عنه ضمن صفقة تبادل تاريخية في عام 2011 شملت إطلاق سراح أكثر من ألف أسير فلسطيني.
هذا الإنجاز العسكري عزز مكانة محمد السنوار كقائد عسكري بارز وذي تأثير كبير داخل كتائب القسام،
مما جعله هدفاً دائماً على قوائم الاغتيال الإسرائيلية، نظراً لدوره في التخطيط وتنفيذ عمليات مشابهة.
خليل الحية
خليل الحية، نائب يحيى السنوار وأحد القياديين البارزين في حركة حماس، يعد من الشخصيات التي برزت في مسار العمل السياسي والعسكري داخل الحركة.
لعب دوراً مهماً في المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل حول وقف إطلاق النار في قطاع غزة، ما يجعله شخصية محورية في هذه المحادثات الحساسة.
نجا الحية من عدة محاولات اغتيال إسرائيلية، أبرزها استهداف منزله عام 2007، الذي أسفر عن استشهاد عدد من أفراد عائلته.
وفي عام 2014، استشهد ابنه الأكبر في هجوم إسرائيلي آخر.
كما وردت تقارير عن وجوده في طهران مع إسماعيل هنية خلال هجوم إسرائيلي، لكنه لم يكن في الشقة المستهدفة لحظة الضربة.
بدأ الحية مسيرته في الحركة الإسلامية منذ شبابه المبكر، متأثراً بمؤسس حركة حماس، الشيخ أحمد ياسين.
حصل على درجة الدكتوراه في السنة وعلوم الحديث، ولعب دوراً بارزاً في العمل التنظيمي والأمني في قطاع غزة بين 1984 و1986،
حيث كان له دور في حماية المجتمع الفلسطيني من الاختراقات الصهيونية.
كما شارك في الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987، وكان من بين المجموعة التي أسست حركة حماس لاحقاً.
في فبراير 2024، قاد الحية وفد حركة حماس إلى مصر لاستكمال المحادثات بشأن وقف إطلاق النار في غزة،
ضمن جهود دولية تهدف إلى تهدئة الأوضاع المتوترة في القطاع.
خالد مشعل
خالد مشعل هو أحد المؤسسين البارزين لحركة حماس، وشغل منصب رئيس المكتب السياسي للحركة من عام 1996 حتى 2017،
وتولى قيادة الحركة بعد اغتيال الشيخ أحمد ياسين على يد إسرائيل في مارس 2004.
كرّس مشعل حياته لخدمة القضية الفلسطينية، معتبراً المقاومة المسلحة والنضال السياسي ركيزتين أساسيتين لتحرير الأرض الفلسطينية.
انضم في سن مبكرة إلى جماعة الإخوان المسلمين، وشارك في تأسيس حركة حماس عام 1987.
ومع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الأولى، اكتسبت الحركة زخماً كبيراً، وأصبح مشعل عضواً في مكتبها السياسي منذ نشأته.
في عام 1996، تولى مشعل رئاسة المكتب السياسي لحماس، وبعد اغتيال أحمد ياسين أصبح القائد الفعلي للحركة.
وواجه مشعل محاولة اغتيال من قبل جهاز الموساد الإسرائيلي في العاصمة الأردنية عمّان عام 1997، حيث تعرض لحقنة بمادة سامة.
إلا أن المحاولة فشلت بعد تدخل مباشر من الملك حسين بن طلال، الذي أجبر إسرائيل على تقديم العلاج لإنقاذ حياته.
انتقل مشعل إلى قطر بعد إغلاق السلطات الأردنية مكتب حماس في عمّان عام 1999 واعتقاله لفترة قصيرة.
لاحقاً، أقام في سوريا لفترة طويلة قبل أن يعود إلى قطر بعد اندلاع الأزمة السورية في عام 2012.
خلال فترة قيادته، نجح مشعل في توسيع الدور السياسي لحماس، وتحقيق توازن بين العمل العسكري والمناورات الدبلوماسية،
مما ساعد في تعزيز مكانة الحركة على الساحة الإقليمية والدولية.
محمود الزهار
محمود الزهار يعتبر من أكثر الشخصيات تشدداً داخل حركة حماس، ويصفه المراقبون بأنه من “صقور” الحركة.
تعرض خلال مسيرته لعدة محاولات اغتيال واعتقالات من قبل إسرائيل والسلطة الفلسطينية،
مما جعله هدفاً دائماً للتصفية من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
في 10 سبتمبر 2003، تعرض الزهار لمحاولة اغتيال عندما استهدفت طائرة إسرائيلية من طراز “إف 16” منزله في حي الرمال بمدينة غزة.
أسفر الهجوم عن استشهاد نجله الأكبر خالد ومرافقه، وإصابة زوجته وابنته بجروح، وتدمير المنزل بالكامل.
ورغم إصابته بجروح طفيفة، نجا الزهار من الهجوم.
وفي وقت لاحق، فقد الزهار نجله الثاني حسام، الذي كان عضواً في كتائب عز الدين القسام، عندما استشهد في غارة إسرائيلية على غزة في يناير 2008.
لم تكن الاعتقالات غريبة عن الزهار، إذ اعتقلته إسرائيل عام 1988 بعد ستة أشهر من تأسيس حماس،
وأبعدته إلى مرج الزهور في جنوب لبنان عام 1992 مع عدد من قيادات الحركة.
كما اعتقلته السلطة الفلسطينية عام 1996، وتعرّض لتعذيب شديد أثر على حالته الصحية.
بعد فوز حماس في الانتخابات التشريعية عام 2005 وتولي إسماعيل هنية رئاسة الوزراء، شغل الزهار منصب وزير الخارجية في الحكومة التي شكلتها الحركة.
في الوقت الحالي، يبقى مصير الزهار مجهولاً بعد اختفائه عن الأنظار منذ عملية “طوفان الأقصى”،
ولم تصدر أي تصريحات رسمية من حماس أو إسرائيل حول وضعه.
محمد شبانة
محمد شبانة، المعروف باسم “أبو أنس شبانة”، يعد من أبرز القادة العسكريين في كتائب عز الدين القسام، حيث يقود كتيبة رفح في جنوب قطاع غزة.
يعرف شبانة بكونه أحد الأسماء الرئيسية المرتبطة بتطوير شبكة الأنفاق الهجومية التي تستخدمها حماس، ولعب دوراً محورياً في تعزيز القدرات العسكرية للحركة.
برز دوره بشكل خاص خلال الهجوم عبر الحدود في عام 2006، عندما تمكنت قوات حماس من أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط،
في عملية مخططة بعناية اعتمدت بشكل أساسي على استخدام الأنفاق.
وتولى قيادة كتيبة رفح بعد مقتل ثلاثة من قادتها خلال حرب غزة في عام 2014.
كانت شبكة الأنفاق التي ساهم شبانة في تطويرها، والتي تمتد من رفح إلى داخل الأراضي الإسرائيلية، تمثل تهديداً إستراتيجياً كبيراً لإسرائيل.
استخدمتها حماس لشن هجمات مفاجئة وتنفيذ عمليات تسلل نوعية، مما جعل شبانة واحداً من القادة البارزين على قائمة الاغتيالات الإسرائيلية.
ورغم تعرضه لعدة محاولات اغتيال، لا يزال شبانة يلعب دوراً محورياً في العمليات العسكرية لحماس.
ويعتبر من الشخصيات المؤثرة التي تعتمد عليها الحركة لمواجهة التحديات الأمنية والعسكرية، لما يمتلكه من خبرة في التخطيط والتنفيذ.
روحي مشتهى
روحي مشتهى يعتبر من أقرب حلفاء يحيى السنوار وأحد أبرز الشخصيات القيادية في حركة حماس.
يعرف بدوره المهم في تأسيس أول جهاز أمني للحركة أواخر الثمانينيات، حيث كان مسؤولاً عن تعقب العملاء الفلسطينيين المتهمين بالتعاون مع إسرائيل وتصفيتهم.
ساهم مشتهى في تعزيز القدرات الأمنية لحماس، مما جعله هدفاً دائماً لمحاولات الاغتيال الإسرائيلية.
في عام 2011، أفرج عنه من السجون الإسرائيلية ضمن صفقة جلعاد شاليط الشهيرة، بعد سنوات طويلة قضاها في الاعتقال.
ومنذ ذلك الحين، تولى مشتهى العديد من المهام الحساسة داخل الحركة، بما في ذلك التنسيق الأمني بين حماس والسلطات المصرية،
خصوصاً فيما يتعلق بمعبر رفح والقضايا الأمنية المرتبطة بالحدود.
في أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وردت تقارير عن مقتله في غارة جوية إسرائيلية على قطاع غزة، لكن لم تؤكد حماس رسمياً هذه الأنباء، ولا يزال مصيره غير واضح.
يعتبر مشتهى شخصية محورية في هيكل الحركة الأمني، وله تأثير كبير في تعزيز العلاقات الأمنية مع الدول المجاورة.