أكّدت خبيرة التسويق الرقمي نورة القحطاني، الشهيرة على مواقع التواصل الاجتماعي باسم “نورينا”، أن عصر الإعلانات التقليدية قد انتهى، وأن النجاح الحقيقي في التسويق اليوم يقوم على رواية القصة الصادقة التي تلامس مشاعر الجمهور وتعكس هوية العلامة التجارية بواقعية وعمق.
وقالت القحطاني في تصريح إعلامي إن “القصة أصبحت القلب النابض لأي حملة ناجحة”، مشيرة إلى أن الناس لا يتذكرون الأرقام أو الشعارات بقدر ما يتذكرون القصص التي تشبههم وتعكس واقعهم وتجاربهم اليومية.
وأضافت: “الجمهور لم يعد ينجذب للإعلانات المبالغ فيها أو التصاميم المصقولة، بل يبحث عن محتوى صادق يروي رحلة المنتج أو المشروع منذ بدايته وحتى لحظة النجاح. أفضل وسيلة لبناء علاقة طويلة مع العملاء هي أن تُشركهم في القصة لا أن تبيعهم منتجًا فقط.”
وبيّنت القحطاني أن العلامات التجارية الكبرى حول العالم أصبحت تعتمد على السرد القصصي (Storytelling) كجوهر لاستراتيجيتها التسويقية الحديثة، لما له من قدرة على تحويل الرسائل التجارية إلى تجارب إنسانية مؤثرة تبقى في الذاكرة وتُعزّز الولاء للعلامة.
وأوضحت أن منصات التواصل الاجتماعي مثل تيك توك وإنستغرام وسناب شات أصبحت المساحة المثالية لسرد القصص المصوّرة التي تجمع بين العفوية والواقعية، مؤكدة أن اللقطة البسيطة قد تكون أكثر تأثيرًا من إعلان ضخم إذا حملت مشاعر حقيقية.
وتابعت بقولها: “الناس لا يشترون منتجك، بل يشترون القصة التي يحملها. القصة هي التي تمنح العلامة التجارية روحًا وتجعلها مختلفة عن الآخرين.”
وشدّدت القحطاني على أن نجاح أي قصة تسويقية يتوقف على صدقها وواقعيتها، موضحة أن المبالغة أو الزيف يفقدان المحتوى قيمته بسرعة في ظل ارتفاع وعي الجمهور وقدرته على التمييز بين الحقيقي والمصطنع.
كما دعت المسوّقين وروّاد الأعمال إلى التركيز على الجانب الإنساني في رسائلهم الإعلانية، من خلال عرض الكواليس اليومية، وتوثيق اللحظات الواقعية، ومشاركة التحديات والنجاحات بصراحة، لأن الشفافية أصبحت العملة الأقوى في عالم التسويق الحديث.
واختتمت نورة القحطاني حديثها بالتأكيد على أن المستقبل في التسويق لن يكون لمن يملك أكبر ميزانية، بل لمن يعرف كيف يروي قصته بصدق وذكاء، مضيفة: “في عالم مزدحم بالإعلانات، القصة الصادقة هي التي تُسمع، ومن يملك القصة يملك التأثير.”



