شروط البرهان لحضور مفاوضات جنيف
شروط البرهان لحضور مفاوضات جنيف حيث أكد رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، عبد الفتاح البرهان، أن من يسعى لوقف الحرب يجب عليه التواصل مع المتمردين الذين يستهدفون المدنيين في مناطقهم.
وأشار إلى استمرار الجهود الرامية لتشكيل حكومة لتسيير المرحلة الانتقالية.
وخلال لقائه بوفد إعلامي سوداني مصري في مكتبه بمدينة بورتسودان اليوم السبت،
أوضح البرهان أن موقف الحكومة من المفاوضات واضح من خلال الرؤية التي تم تقديمها للوسطاء.
وكشف قائد الجيش السوداني أن الولايات المتحدة وافقت اليوم على أحد مطالب السودان بعقد اجتماع يجمع الطرفين،
إلى جانب السعودية، لبحث تنفيذ “إعلان جدة” الذي تم توقيعه بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وأشار البرهان إلى أن السودان أجرى ثلاث اتصالات مع الجانب الأميركي، وتمسك بعدم حضور أي مفاوضات في جنيف ما لم يتم تنفيذ “إعلان جدة”.
وأضاف أن الولايات المتحدة أكدت اليوم عبر رسالة موافقتها على عقد اجتماع مع وفد يمثل الجيش، لكن السودان سيرسل وفدًا حكوميًا للقاء الطرفين،
حيث ستتم مناقشة خطوات تنفيذ الإعلان تحت رعاية السعودية والولايات المتحدة.
إعلان جدة
وأفاد البرهان أن “إعلان جدة” يلزم قوات الدعم السريع بالانسحاب من منازل المواطنين والمرافق المدنية في ولايات الخرطوم، الجزيرة، سنار، ودارفور،
مشددًا على أنه لا يوجد تراجع عن هذا الأمر، وفي حال رفضهم سيتم الاستمرار في القتال حتى إخراجهم بالقوة.
أعلن عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، أن الحكومة لن تشارك في مفاوضات جنيف للتوصل إلى اتفاق جديد.
وأوضح أنه إذا كانت الولايات المتحدة جادة في مساعيها للسلام في السودان، فعليها أن تلزم “المليشيا المتمردة” بتنفيذ قرار مجلس الأمن،
الذي يدعو لرفع الحصار عن مدينة الفاشر، عاصمة إقليم شمال دارفور، ووقف الهجمات على المدنيين، وإنهاء تدمير المستشفيات.
وفيما يتعلق بتشكيل الحكومة التي تم التعهد بها، أكد البرهان أن المشاورات لا تزال مستمرة.
وأشار إلى مناقشات جارية حول تعديل الوثيقة الدستورية وتقليص عدد الوزارات،
بالإضافة إلى تحديد وزراء يمثلون “شركاء السلام” وتشكيل مجلس السيادة.
وتطرق البرهان إلى الصراع الذي يخوضه الجيش السوداني منذ 16 شهرًا ضد قوات الدعم السريع في مختلف مناطق البلاد.
ووصف الانتهاكات التي ارتكبتها تلك القوات بحق الشعب السوداني بأنها “غير مسبوقة في جميع الحروب العالمية”.
كما أشار البرهان إلى الجهود التي بذلتها “مليشيا آل دقلو” لاستقطاب القبائل ومحاولة إحداث انقسام اجتماعي بينها.
وفي ختام حديثه، أعرب البرهان عن شكره وتقديره لمصر لدعمها المتواصل للسودان، واستضافتها للسودانيين الذين لجؤوا إليها خلال الأزمة.
مفاوضات جنيف
انطلقت يوم الأربعاء الماضي في جنيف، سويسرا، محادثات حول وقف إطلاق النار في السودان،
بوساطة من الولايات المتحدة، رغم غياب مشاركة الحكومة السودانية.
ومن المقرر أن تستمر هذه المحادثات لمدة 10 أيام تحت رعاية الولايات المتحدة والسعودية،
وبمشاركة الاتحاد الأفريقي، مصر، الإمارات، والأمم المتحدة بصفة مراقبين.
وفي نهاية يوليو/تموز الماضي، دعت واشنطن طرفي النزاع إلى جولة جديدة من المفاوضات في سويسرا بهدف إنهاء الصراع المستمر منذ قرابة 16 شهرًا.
وأوضحت الولايات المتحدة أن الهدف من هذه المناقشات هو توسيع نطاق إيصال المساعدات الإنسانية ووضع آلية لمراقبة تنفيذ أي اتفاق يتم التوصل إليه.
ومع ذلك، أثار الجانب السوداني شكوكًا حول نقل المفاوضات من جدة إلى سويسرا.
يذكر أن مشاورات جرت بين وفد سوداني حكومي وآخر أميركي في جدة الأسبوع الماضي انتهت دون التوصل إلى اتفاق بشأن تفاصيل مفاوضات سويسرا،
حيث أبدت السلطات السودانية تحفظات على آلية المفاوضات واختلافات حول المشاركين فيها.
ولا تزال المعارك محتدمة في عدة مناطق بالسودان منذ 15 أبريل/نيسان 2023 بين الجيش السوداني
بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي).
وأسفرت الحرب عن مقتل نحو 18,800 شخص وتشريد أكثر من 10 ملايين نازح ولاجئ، بالإضافة إلى تدمير البنية التحتية في البلاد،
حيث قدرت خسائرها بأكثر من 150 مليار دولار وفقًا لبعض التقديرات الحكومية.