مصير العرض في مصر بين التأجيل والمنع بعد أزمة فيلم الملحد
مصير العرض في مصر بين التأجيل والمنع بعد أزمة فيلم الملحد حيث تسبب تأجيل عرض فيلم “الملحد” في إثارة جدل واسع ضمن الأوساط الفنية والثقافية في مصر، خاصةً وأن هذا القرار جاء في ظل سلسلة من الأزمات التي واجهت الفيلم منذ بدء تحضيره.
كان من المفترض عرض الفيلم في دور السينما ابتداءً من يوم الأربعاء 14 أغسطس/آب، لكن تم تأجيل العرض إلى موعد غير محدد بسبب دعوات طالبت بمنعه نظراً لتناول الفيلم قضايا دينية حساسة.
كما رفعت مجموعة من المحامين المصريين دعاوى قضائية تطالب بإيقاف عرضه، مما فاقم الجدل حوله.
تأجيل أم منع؟
وسط الأزمات التي يواجهها فيلم “الملحد”، فاجأ المنتج أحمد السبكي الجمهور بقرار تأجيل عرضه،
مبرراً ذلك بعدم اكتمال عمليات المكساج (الدمج الصوتي) والمونتاج، مؤكداً أن العمل لم يمنع من العرض.
في المقابل، كتب المخرج ماندو العدل على حسابه في فيسبوك قائلاً: “المنع ليس حلاً”، قبل أن يغلق حسابه بعد ساعات قليلة.
من جانبه، صرح الناقد السينمائي طارق الشناوي لموقع الجزيرة نت بأن السبكي تلقى اتصالاً هاتفياً من جهة غير محددة تطلب تأجيل العرض في الوقت الحالي، وقد استجاب لهذا الطلب.
وأكد الشناوي أنه لا توجد وثيقة رسمية تمنع عرض الفيلم، بل إن الفيلم حاصل على إجازة رقابية للتصوير والعرض.
كان من المقرر عرض الفيلم بشكل خاص في 13 أغسطس/آب، وبدء عرضه للجمهور في اليوم التالي.
ودعا الشناوي وزارة الثقافة إلى التدخل وتشكيل لجنة لمراجعة “الملحد”، محذراً من أن صناعة السينما تواجه “تهديداً خطيراً”،
مؤكداً أن مصادرة عمل فني حاصل على موافقة رقابية ستكون كارثة بكل المقاييس.
في سياق متصل، قارن مؤلف الفيلم إبراهيم عيسى عبر حسابه على “إكس” بين ما يحدث مع “الملحد” ومنع الرقابة لنشر روايتي “أولاد حارتنا” لنجيب محفوظ (1962) و”الحسين ثائراً” لعبد الرحمن الشرقاوي (1969).
أعرب عدد من النقاد وصناع السينما عن تضامنهم مع فريق عمل فيلم “الملحد”.
دعت المخرجة هالة خليل عبر حسابها على فيسبوك إلى تأسيس جمعية للدفاع عن حرية الإبداع، لا تخضع لأي جهة قانونية أو سياسية.
من جانبه، وصف الناقد السينمائي محمد نبيل خبر التأجيل بالحادث المحبط،
بينما أبدى المخرج والمنتج أمجد أبو العلاء دعمه أيضاً عبر حسابه الرسمي.
دعوى قضائية
من ناحية أخرى، واجه “الملحد” العديد من الأزمات، أبرزها الدعوى القضائية التي رفعها المستشار مرتضى منصور، رئيس نادي الزمالك السابق،
والتي تطالب بوقف وسحب تراخيص عرض الفيلم داخل مصر وخارجها.
تم تحديد 24 أغسطس/آب للنظر في هذه الدعوى التي اتهم فيها صناع الفيلم بـ”التحريض على الإلحاد وهدم ثوابت الدين الإسلامي”.
كما اعترض المخرج نادر سيف الدين على اسم الفيلم، مشيراً إلى أن لديه فيلماً بعنوان “الملحد” من عام 2014،
وأكد عزمه اتخاذ الإجراءات القانونية لإيقاف العرض.
“الملحد” هو فيلم مصري من بطولة محمود حميدة وحسين فهمي وصابرين وأحمد حاتم، تأليف إبراهيم عيسى وإخراج ماندو العدل،
ويستعرض قصة الطبيب الشاب يحيى (أحمد حاتم) الذي يمر بتغيرات في معتقداته الدينية ويقرر إعلان إلحاده، مما يؤدي إلى تدخل عمه لحل الأزمة التي تتصاعد.