ماكرون يحذر من تهديدات داخلية كبيرة في فرنسا
ماكرون يحذر من تهديدات داخلية كبيرة في فرنسا حيث أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن البرامج السياسية المتطرفة من اليمين واليسار تعرض البلاد لخطر “حرب أهلية”. في تصريحاته، استنكر ماكرون النهج الذي يتبعه حزب التجمع الوطني بزعامة جوردان بارديلا من اليمين المتطرف وحزب فرنسا الأبية من اليسار الراديكالي، مؤكدًا أن هذه الأيديولوجيات تقسم الناس استنادًا إلى دياناتهم وأصولهم، مما يزيد من التوترات ويهدد بتفاقم الانقسامات الاجتماعية.
وفيما يتعلق باليمين المتطرف، نوه ماكرون إلى أن هذه السياسات تؤدي إلى استبعاد فئات كاملة من المجتمع الوطني،
بينما أشار إلى أن اليسار الراديكالي يسعى للتفرقة بين الناس استنادًا إلى الرؤى الدينية والاجتماعية،
ما يمكن أن يؤدي إلى صراع داخلي بين أولئك الذين لا يتبنون القيم المشتركة.
في فرنسا، تشهد الأجواء استعدادات مكثفة للانتخابات العامة المقررة في 30 يونيو الجاري،
حيث تتسم بتوترات متزايدة وتوقعات بفوز كبير لليمين المتطرف.
يبدو أن معسكر الأغلبية الرئاسية بزعامة إيمانويل ماكرون هو الأضعف بين الكتل الثلاثة المتنافسة.
تشير استطلاعات الرأي إلى أن معسكر الأغلبية قد يحصل على حوالي 20% من الأصوات، في حين يتوقع أن يحقق التجمع الوطني نحو 36%، مما يفتح المجال أمام زعيمه جوردان بارديلا للسعي نحو رئاسة الوزراء.
فيما أكد بارديلا جاهزية حزبه للحكم واعتبر أنه الحزب الوحيد المؤهل حالياً وبشكل معقول لتحقيق تطلعات الفرنسيين.
من ناحية أخرى، رد رئيس الوزراء غابرييل أتال بأن حزب الجبهة الوطنية ليس جاهزاً للحكم،
مؤكداً أنه يشكل جزءاً من المعارضة وليس من الأحزاب الحكومية.
تتجه فرنسا بوضوح نحو معركة انتخابية محتدمة، حيث تتصارع الأطراف السياسية لكسب دعم الناخبين وتحديد مستقبل البلاد في السنوات القادمة.
في برنامجه الانتخابي، يقترح جوردان بارديلا تطبيق “فرض السلطة” في المدارس الفرنسية، بدءًا من بداية العام الدراسي في سبتمبر/أيلول.
يشمل ذلك حظر استخدام الهواتف المحمولة داخل الفصول الدراسية، والمطالبة بمعاملة المعلمين بالاحترام، بالإضافة إلى فرض ارتداء زي رسمي للتلاميذ.
من الناحية الخارجية، أكد بارديلا استمرار دعم فرنسا لأوكرانيا، ولكنه أعلن معارضته لإرسال صواريخ بعيدة المدى وقوات فرنسية إلى المنطقة.
الاعتراف بالدولة الفلسطينية
كما أعلن عدم تأييده للاعتراف بالدولة الفلسطينية، معتبرًا أن ذلك يعني الاعتراف بالإرهاب.
هذه المقترحات والمواقف تعكس البرنامج السياسي الصريح الذي يتبناه بارديلا، الذي يسعى لإصلاح النظام التعليمي وتشديد السياسات الخارجية بما يتناسب مع رؤيته القومية والأمنية.
بارديلا حذر من المخاطر المحتملة في حال فوز الجبهة الشعبية الجديدة، التي تشكلت من تحالف أحزاب اليسار،
والتي تشير الاستطلاعات إلى أنها ستحتل المركز الثاني بنحو 29% من الأصوات.
وقد توقع أن ينجم عن ذلك انفجار في الهجرة وربما أزمة اقتصادية عميقة في فرنسا.
الفرنسيون يترقبون نتائج الانتخابات بتوتر، مع خوف متزايد من تشكيل أول حكومة من اليمين المتطرف في تاريخ البلاد.
وسيواجه البرلمان الناشئ تحديات كبيرة، حيث ستتسم الساحة السياسية بتفرد ثلاث كتل متنافرة على الأقل لمدة عام على الأقل.
كل هذا يأتي في ظل أوضاع اقتصادية صعبة وتصاعد الأزمات في أوكرانيا وغزة،
بالإضافة إلى الاستعدادات لدورة الألعاب الأولمبية في باريس التي ستجذب اهتماماً واسعاً عالمياً.
هذه التوقعات تبرز التحديات الكبيرة التي تنتظر فرنسا في الفترة المقبلة، حيث يجب على السياسيين والقوى السياسية التعامل بحكمة مع الأزمات المتعددة وتحقيق التوازن بين الاستقرار الداخلي والتحديات الخارجية المتزايدة.