لم يتردد علي الكراكبي إلى جانب صديقه منير في حمل معداتهظا الثقيلة والتوجه صوب المناطق المتضررة من زلزال الحوز بالمغرب، لتقديم مساعدة من نوع خاص تتمثل في ربط القرى بالطاقة الكهربائية وشبكة الإنترنت.
وقد ساهمت هذه المبادرة التي لقت إشادة واسعة من قبل المغاربة في فك العزلة عن قرية المنكوبة وكذلك تسهيل عملية التواصل بين سكان المنطقة والعالم الخارجي.
وقد أدى الزلزال العنيف إلى انقطاع الماء والكهرباء عن المناطق المتضررة، حيث كان توفير الكهرباء وبط شبكة الإنترنت من بين أبرز مطالب سكان تلك القرى حتى يتمكنوا من شحن هواتفم والتواصل مع عائلتهم.
وتتواصل لليوم الخامس على التوالي جهود الإنقاذ للبحث عن ناجين محتملين من الزلزال الذي أودى بحياة أكثر من 2800 شخص إلى حدود الساعة بحياة.
مغامرة في اتجاه “أفورير”
لم تمنع صعوبة بلوغ مناطق الزلزال علي ومنير من الوصول إلى قرية إفورير وتقديم المساعدة للسكان ولفرق الإنقاذ من خلال تزويدهم بالكهرباء الإنتريت.
يقول منير لـ”سكاي نيوز عربية” إن وجهته وصديقه لم تكن معلومة عندما انطلقا في اتجاه مناطق الزلزال إلى أن حط الرحال في آخر نقطة كان يمكن الوصول إليها وهي قرية إفورير أحد أكثر القرى تضررا من الزلزال.
أما منير، فيؤكد أن مقاطع الفيدوهات المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي والتي تبين صعوبة تواصل المنكوبين مع العالم الخارجي كانت هي الدافع وراء هذه المبادرة.
ويضيف منير أنه وفي ظل هذه الكارثة كان ضروريا مساعدة السكان على شحن هواتف وإجراء مكالمات هاتفية مع توفير الإنترنت، معتبرا أن هذه الظرفية الاستثنائية تستوجب تقديم المساعدة الممكنة وبكل الطرق.
ولا يخفي منير أن سلك الطريق نحو مناطق الزلزال كانت مغامرة محفوفة بالمخاطر، في ظل احتمال وقوع هزات ارتدادية في محيط مركز الزلزال، لكنه يؤكد أن الهدف من وراء هذه المبادرة يستحق المغامرة.
توفير الكهرباء والإنترنت
وإلى جانب توفير الطاقة الكهربائية فقد تمكن علي ومنير من الاتصال بشبكة الأقمار الاصطناعية “ستارلينك” التابعة للميلياردير الأمريكي إيلون ماسك، لتوفير خدمة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية بالمجال.
يقول علي الكراكبي إن هذه الخدمات يمكن الاستفادة منها طيلة ساعات اليوم، حيث اختار قرية لا تتوفر على شبكة إنترنت أو كهرباء.
وتتم عملية شحن البطاريات عن طرق الطاقة الشمسية أو في أقرب مصدر للكهرباء والعودة بها إلى القرية، حيث يمكن أن تشتغل بعد الشحن الكامل لمدة 24 ساعة.
ويعتبر علي، أن خبرته في المجال التقني والكهربائي وفي إنشاء محطات إرسال الأقمار الصناعية قد ساعدت في إنجاز هذه المهمة الإنسانية.
وضع كارثي
يقول علي، إن الدمار الذي لحق بالمنطقة لا يمكن وصفه، حيث تنتشر رائحة الموت في كل مكان وتمتزج أصوات سيارات الإسعاف وطائرات الهيلكوبتر التي لا تتوقف طيلة اليوم.
ويعتبر أن الهزات الارتدادية التي تسجل بشكل يومي في المنطقة من أبرز ما يعيق جهود الإنقاذ وكذلك الوصول إلى بعض القرى المنكوبة. ويؤكد الشاب أنه “أمام هول الفاجعة لم يكن ممكننا أن نقف مكتوفي الأيدي بينما كان بإمكاننا تقديم المساعدة وتوفير أحد أهم الإحتياجات خلال هذه الظرفية الصعبة”.
فرحة عارمة
يحكي علي، أنه وبمجرد حلولهما في القرية فقد حلت فرحة عارمة وسط السكان الذين عاشوا معاناة حقيقة جراء الزلزال المدمر.
ويضف المهندس الشاب، أن ربط القرية بالضوء لم يساهم فقط في الإنارة وربط الإنترنت بل ساعد أيضا نساء القرية بتشغيل معدات الطبخ لإعداد الطعام.
ويضيف أن هذه المبادرة قد ساهمت كذلك في تنسيق الجهود بين سكان القرية والمتطوعين في جميع مدن البلاد، من أجل إيصال المؤنة والمساعدات الضرورية