كشف أحد اللاجئين السوريين المرحّلين حديثاً من إسطنبول، عما يقوم به بعض عناصر الجندرما التركية وعناصر الهجرة من انتهاكات بحقهم ومعاملة سيئة يتخللها ضرب وتعذيب وتوقيع إجباري على ورقة العودة الطوعية.
وفي حديث مصور له مع “راديو أورينت”، ذكر الشاب السوري (أحمد عبدالباري) أنه قدِم حديثاً إلى إسطنبول بعد أن دخل البلاد بطريقة غير نظامية، ما جعله يسرع للتسجيل في ولاية إسكي شهير للحصول على كمليك، حيث تم قبوله هناك وإعطاؤه وثيقة بيضاء ريثما يحصل على الكمليك النظامي.
وأكد “عبد الباري” أنه بدأ العمل كخياط وفي مهنة تصليح الجوالات بمنطقة أفجلار في القسم الأوروبي من مدينة إسطنبول، لدى عودته قبل أيام من العمل ودخوله البيت، فوجئ بعدة عناصر أمن تركي يقتحمون المسكن الذي يقطن فيه مع عدة شباب آخرين، حيث جرى اعتقالهم بطريقة وحشية دون حتى أن يمهلوهم لتغيير ملابسهم، وفق قوله.
وتابع أنه ورفاقه أُخذوا إلى مخفر أفجلار حيث تم تبصيمهم على أوراق ثم أخبروهم أنهم سينقلون إلى مركز توزلا الخاص باللاجئين وإجراء أوراق نظامية لهم إضافة إلى إعطائهم إذناً للعمل، مضيفاً أنهم ذهبوا بالحافلة بأعداد كبيرة ووصلوا قرب منتصف الليل حيث جرى أخذ أحذيتهم وممتلكاتهم الشخصية وأخبروهم أنها ستوضع في قسم الأمانات.
وأوضح الشاب المرحّل أن السوريين في المركز تم فرزهم إلى قسمين الأول من لديه كمليك والثاني من ليس لديه وثيقة، مؤكداً أنه بقي هناك قرابة الـ 20 يوماً وكان يوجد داخل المركز نحو 5 آلاف شخص، 75 بالمئة منهم سوريون، وبعد ذلك نقلوا إلى كوجالي حيث أخبروهم أنه يجب عليهم التوقيع على أوراق لتبقى أمورهم نظامية.
وبيّن “عبد الباري” أن صديقه أخبره أن هذه الأوراق ليست كما يقول عناصر الأمن بل هي من أجل العودة الطوعية، لذا رفضوا التوقيع فعمد عندها عناصر الشرطة لجرهم إلى إحدى الغرف بطريقة وحشية حيث كانوا قرابة 10 لاجئين، في حين دخل عليهم نحو 20 عنصراً من الجندرمة ومعهم عصي سوداء (هراوات) وبدؤوا بضربهم وتعذيبهم.
وأردف أن الانتهاكات بحقهم استمرت قرابة نصف ساعة ولم يعد بمقدورهم حتى الصراخ وطلب النجدة أو التوسل، لذا جاء العناصر بأوراق العودة الطوعية وتم تبصيمهم رغماً عنهم، مشيراً إلى أنه عانى من آلام مبرحة وحدث معه خلع بالكوع والكتف الأيمن كما لا تزال بعض آثار التعذيب موجودة حتى الآن على جسده.
وأشار إلى أن نقوده وأغراضه الشخصية التي تم وضعها بالأمانات لم يستردها حتى الآن حيث كان يمتلك في الحقيبة التي تم أخذها من شقة أفجلار قرابة 600 دولار و15 ألف ليرة إضافة لجوالَي آيفون.
وحول العودة من المعابر النظامية أوضح “عبد الباري” أنهم طلبوا من عناصر الأمن التركي، ترحيلهم عبر معبرَي باب السلامة أو باب الهوى لأن المنطقة هناك مفتوحة ويوجد أقاربهم فيها، إلى جانب أن فرص العمل فيها أكبر من معبر تل أبيض الذي تم نقلهم إليه.