دخلت المستشفيات الحكومية في مدينة الأبيض بولاية شمال كردفان السودانية، إضرابًا عن العمل؛ ما ضاعف من المأساة التي يعيشها القطاع الصحي في البلد الذي أنهكته الحرب منذ منتصف أبريل الماضي.
وقالت نقابة الأطباء في السودان -في بيان حصل سكاي نيوز على نسخة منه- إن قرار إضراب المستشفيات يأتي بعد انتهاء مهلة الـ 48 ساعة التي أمهلتها الجمعية العمومية للأطباء بمستشفى الأبيض التعليمي للمدير العام، ولذلك دخلت المستشفيات الحكومية بالمدينة في إضراب مفتوح عن العمل بكل الأقسام بداية من أمس الخميس، حتى تحقيق مطالبهم.
وتتمثل مطالب الأطباء بمستشفيات مدينة الأبيض في عدد من النقاط:
* تحسين بيئة العمل بمستشفى الأبيض التعليمي.
* معالجة عاجلة لاستراحات الأطباء بالمستشفى.
* توفير ترحيل للأطباء.
* صيانة وتحسين وسائل العمل من إعاشة ومياه شرب ونظافة دورية.
* صرف استحقاقات الأطباء المالية المتأخرة حتى 30 يونيو لكافة الأطباء.
وعلى وقع تلك الأزمة، طالبت نقابة الأطباء مديري المستشفيات وحكومات الولايات بتوفير البيئة الصحية والمتطلبات التي تفي باستمرار تقديم الخدمة الصحية للمواطنين في ظل الحرب المستمرة لـ 4 أشهر، حتى لا تزيد إرهاقًا للمواطنين الذي تكبدوا الكثير من المعاناة في الفترة الماضية.
أزمة طاحنة
من جانبه، شدد سكرتير اللجنة التمهيدية لنقابة الأطباء في السودان، عطية عبدالله، في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”، على ضرورة تلبية مطالب الأطباء في ظل الأوضاع الصعبة حالياً.
وحدد “عبدالله” موقف القطاع الصحي المنهار جراء الحرب، في عدد من النقاط، قائلًا إن:
* الوضع الصحي للسودان من سيئ إلى أسوأ، فكلما ازدادت وتيرة العمليات العسكرية واتسعت رقعتها، ازداد عدد الضحايا السودانيين، وبالتالي تأثر النظام الصحي تأثراً مباشراً.
* نقسم السودان إلى قسمين؛ الأول يشهد عمليات عسكرية بطريقة مباشرة مثل ولايات الخرطوم ودارفور، وفي القسم الآخر تأتي بقية الولايات التي لم تشهد عمليات عسكرية، لكن كلا القسمين يعانيان بصورة كبيرة، ففي المناطق التي تضرر من الحرب انهار النظام الصحي تماماً، خاصة في غرب دارفور وعدد من المدن بالولايات.
* أما في الولايات التي لم تتأثر بالحرب، تأثر النظام الصحي أيضًا بزيادة الطلب على المستشفيات.
* بجانب ذلك، فهناك حالات اعتداء متكررة على الكوادر الطبية، واحتلال لبعض المستشفيات واستغلالها في الحرب، بخلاف انقطاع التيار الكهربائي بصورة مستمرة.
* على مستوى الأرض، بدأت الأمطار في الهطول ونتخوف من انتشار الأوبئة مثل الملاريا والحصبة، ونتوقع الأسوأ من ذلك حال استمرار الوضع كما هو عليه، وحال عدم استعداد السلطات الصحية بصورة كافية ستكون النتائج كارثية.
* على مستوى النازحين، هناك أعداد كبيرة جدًا فرت من الحرب، كما تأثرت مخيمات النازحين حيث شيّدت في منطقة غير مكتملة الخدمات الطبية، والآن يعانون من أوضاع صحية سيئة.
* على مستوى الغذاء، نتخوف من مجاعة بالسودان في ظل النقص الكبير بمستلزمات الغذاء اللازمة خاصة للفئات الأكثر ضعفًا كالأطفال وكبار السن.
قلق دولي
ميدانياً، أعلنت قوات الدعم السريع الجمعة، سيطرتها الكاملة على ولاية وسط دارفور غربي السودان.
ونفى الناطق باسم قوات الدعم السريع رواية الجيش السوداني بوقوع خسائر في صفوف قواته متهما الجيش باتخاذ المدنيين دروعا بشرية.
فيما عبرت بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان “يونيتامس” عن قلقها البالغ إزاء التأثير الخطير للقتال بين قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية على المدنيين في منطقة دارفور.
كما حذر برنامج الأغذية العالمي من انزلاق 19 مليون شخص، أي نحو 40 بالمئة من سكان السودان، نحو دائرة الجوع، بعد أشهر من المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع، من دون أفق لوقف مستدام للقتال.
اقتصاد منهار
* منذ اندلاع الحرب في منتصف أبريل الماضي تضاعفت أسعار بعض السلع الغذائية الرئيسية بأكثر من 3 مرات، بسبب توقف سلاسل الإمداد وإغلاق معظم أسواق التوزيع في الخرطوم.
* يزيد الأمر سوءا في ظل انعدام السيولة وعدم حصول العاملين في الدولة على أجورهم للشهر الرابع على التوالي، بسبب الأضرار الكبيرة التي أصابت الجهاز المصرفي.
* في بلد يعتمد نحو ثلثي سكانها على الأعمال اليومية التي تعطل أكثر من 80 بالمئة منها بسبب الحرب، تتزايد معدلات العجز عن شراء السلع الغذائية، خصوصا في ظل عجز الدولة عن الوفاء بأجور العاملين.