شهدت مناطق سيطرة قسد في دير الزور تحركات عسكرية وإعادة انتشار وإرسال حشود عسكرية إلى المنطقة المحيطة بالقرى السبع التي تسيطر عليها ميليشيات أسد والحرس الثوري الإيراني في منطقة الجزيرة.
وقوبلت تلك التحركات باستنفار لميليشيات أسد وإيران في المنطقة، إضافة إلى إعادة انتشار لميليشيا أسد وإرسالها تعزيزات إلى منطقة حقول
النفط والغاز في بادية الشامية، ما أثار التكهنات حول احتمالية وقوع اشتباكات بين قسد والتحالف الدولي من جهة، وميليشيا أسد وإيران من جهة أخرى.
حشود لقسد واستنفار لميليشيا أسد
وأفاد مراسلنا في دير الزور زين العابدين العكيدي بأن ميليشيا قسد أرسلت أمس حشوداً عسكرية ضمت نحو 300 آلية ومئات العناصر من الحسكة والرقة إلى مواقع لها قريبة من مناطق انتشار ميليشيا أسد في منطقة الجزيرة (القرى السبع وهي الحسينية والصالحية وحطلة ومراط ومظلوم وخشام وطابية جزيرة).
وقال إن قسد أرسلت رتلاً ضخماً ضم عشرات الآليات ونحو 400 عنصر إلى دوار المعامل شمال شرق مدينة دير الزور، فيما توجّه رتل إلى حقل الجفرة، وآخر إلى حقل العمر شرق دير الزور.
من جهة أخرى، وصلت تعزيزات للتحالف الدولي إلى قاعدة كونيكو شرق دير الزور، قادمة من محافظة الحسكة، وتتكون من عدة شاحنات مغلقة وخزانات وقود.
وبحسب ما ذكر العكيدي، أجرت ميليشيا أسد تحركات جديدة في مناطق القُرى السبع خلال اليومين الماضيين، حيث تم نشر مجموعات إضافية لميليشيا “الفيلق الخامس” في بلدتي مراط وحطلة وطابية، كما تم رصد وصول تعزيزات لميليشيات الحرس الثوري في منطقة الحسينية،.
ونفى مراسلنا الإشاعات التي تحدثت عن حدوث توترات أمنيّة وهجوم لقسد على مواقع لميليشيا أسد واندلاع اشتباكات بين الطرفين في دير الزور، خاصة بعد استنفار لميليشيات أسد وإيران في منطقة الصالحية على الجهة المقابلة لدوار المعامل، مشيراً إلى أن المنطقة شهدت حالة من الهدوء التام.
ما حقيقة تحركات قسد بدير الزور؟
وأوضح العكيدي حقيقة الأرتال التي أرسلتها قسد إلى ريف دير الزور نقلاً عن مصادر محلية أن قسد بدأت باستلام حواجز من ميليشيا مجلس دير الزور العسكري التابعة لها وتسليمها لما تسمى بـ”قوى الأمن الداخلي” (الأسايش) للإشراف على المنطقة أمنيّاً.
ولفت إلى أن التحركات العسكرية لقسد واستنفار ميليشيا أسد، أدى إلى حالة الخوف والهلع بين المدنيين في مناطق الجزيرة القريبة من القرى السبع، كما نزحت عدة عوائل من بلدتي خشام وطابية
الخاضعتين لسيطرة النظام بعد انتشار شائعات عن نية قسد والتحالف التقدم في المنطقة.
وبيّن أن الميليشيات الإيرانية أخذت الشائعات على محمل الجد، إذ أجرت استعراضياً عسكرياً أمس في
مدينة الميادين شرق دير الزور، سبقه استعراض آخر قبل 3 أيام في المدينة دام لنصف ساعة واستعرضت فيه ميليشيا السيدة زينب التابعة للحرس الثوري الإيراني قاذفات صواريخ وراجمات، ورددت فيه هتافات طائفية.
انتشار لميليشيا أسد قرب مواقع لفاغنر
إلى ذلك، أفاد مراسلنا بأن هناك انتشاراً جديداً لميليشيا النظام في محيط آبار النفط والغاز ببادية تدمر وذلك بسبب وجود مجموعات تابعة لميليشيا فاغنر التي تنتشر في تلك المناطق لحراسة تلك الآبار منذ سنوات.
ووفق ما ذكر مراسلنا، أُرسلت تعزيزات من ميليشيات “حصن الوطن” و”درع الأمن العسكري” إلى منطقة البادية وأنشأت عدداً من النقاط الجديدة حقول جزل والشاعر وآراك.
ولفت إلى أن هذه التحركات تأتي بعد إنهاء القوات الروسية تمرداً لميليشيا فاغنر الشهر الماضي وإلزام عناصرها بتوقيع عقود مع وزارة الدفاع الروسية، مشيراً إلى أنه من المرجح أن يتم إنهاء
عقود عناصر مرتزقة فاغنر الروس ومغادرتهم سوريا.
كما إنه من المرجّح أن يطرأ على وجود فاغنر بسوريا تغييرات بالعقود، بحسب مراسلنا، الذي أشار إلى أن عدداً كبيراً من منتسبي الميليشيا السوريين يتحدثون عن تأخر استلام رواتبهم.