تصاعد الاشتباكات في أم درمان وفرار آلاف السكان من الفاشر
تصاعد الاشتباكات في أم درمان وفرار آلاف السكان من الفاشر حيث أفاد مراسل الجزيرة اليوم الاثنين بوقوع اشتباكات عنيفة منذ الصباح بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع غربي مدينة أم درمان.
وذكر المراسل أن طيران الجيش السوداني قصف في الساعات الأولى من صباح اليوم تجمعات لقوات الدعم السريع شرقي مدينة الفَاشِر.
شهدت الاشتباكات قصفاً مدفعياً متقطعاً من الجيش السوداني من شمال أم درمان،
استهدف مواقع للدعم السريع في عدة اتجاهات بالعاصمة السودانية الخرطوم.
تأتي هذه التطورات بعد أيام من إعلان الجيش سيطرته على حي الدوحة في وسط مدينة أم درمان، وهو ما يعد خطوة استراتيجية تفتح المجال أمام الجيش للسيطرة على مناطق جديدة داخل المدينة.
يسيطر الجيش حالياً على مناطق وسط وشمال أم درمان، فيما تسيطر قوات الدعم السريع على أجزاء غربية وجنوبية من المدينة،
والتي تعد من أبرز مدن العاصمة السودانية والأكثر اكتظاظاً بالسكان.
آلاف النازحين
من جانب آخر، أعلنت منظمة الهجرة الدولية أمس الأحد أن أكثر من 328 ألف شخص نزحوا من مدينة الفاشر في ولاية شمال دارفور غربي السودان،
نتيجة الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
وجاء في بيان صادر عن المنظمة أنه منذ الأول من أبريل/نيسان وحتى 30 يونيو/حزيران،
تم توثيق نزوح نحو 328,981 شخصاً من الفاشر، دون تحديد وجهاتهم النهائية.
وأشار البيان إلى تزايد عمليات النزوح خلال يونيو/حزيران، حيث تحركت الفرق الميدانية إلى مناطق جنوب الفاشر وإلى ولايات أخرى في السودان،
مع تسجيل عشر حوادث صراع في شمال دارفور أسفرت عن نزوح حوالي 159,325 شخص.
تتزايد الأعداد والتحديات الإنسانية في ظل استمرار النزاعات والاشتباكات في هذه المناطق الحساسة من السودان،
مما يتطلب استجابة إنسانية عاجلة لمساعدة النازحين وتوفير الدعم الضروري لهم.
استمرار القتال
ومنذ 10 مايو/أيار الماضي، تشهد مدينة الفاشر اشتباكات مستمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع،
على الرغم من التحذيرات الدولية من تصاعد العنف في هذه المنطقة التي تعد مركزاً حيوياً للعمليات الإنسانية في ولايات دارفور الغربية.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023، شهد السودان معارك مستمرة بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)،
وأسفرت هذه الاشتباكات عن خسائر كبيرة بينها حوالي 15 ألف قتيل ونحو 10 ملايين نازح ولاجئ، وفقاً لتقارير الأمم المتحدة.
زادت الدعوات الدولية والأممية لوقف النزاعات في السودان، لتجنب كارثة إنسانية تهدد بدفع ملايين الأشخاص نحو المجاعة والموت جراء نقص الغذاء،
بسبب امتداد القتال إلى 12 ولاية من إجمالي 18 ولاية في البلاد.