احتجاجات ضخمة في رومانيا ضد إلغاء الانتخابات الرئاسية
احتجاجات ضخمة في رومانيا ضد إلغاء الانتخابات الرئاسية حيث تظاهر عشرات الآلاف من الرومانيين في شوارع العاصمة بوخارست يوم الأحد الماضي احتجاجا على قرار المحكمة الدستورية الذي ألغى الانتخابات الرئاسية التي كانت مقررة في ديسمبر/كانون الأول 2024.
ورفع المتظاهرون مطالب بإعادة إجراء الانتخابات واستقالة الرئيس المنتهية ولايته، كلاوس يوهانيس، وسط أزمة سياسية تشهدها البلاد.
وكانت المحكمة العليا في رومانيا قد ألغت الانتخابات في السادس من ديسمبر/كانون الأول 2024، أي قبل يومين من موعد الجولة الثانية، بعد اكتشاف وثائق حكومية تشير إلى وجود تدخل روسي محتمل عبر حملة غير نزيهة على وسائل التواصل الاجتماعي لدعم المرشح الأوفر حظا، كالين جورجيسكو، الذي يعرف بانتقاداته لحلف شمال الأطلسي (ناتو).
وأمرت المحكمة بإعادة الانتخابات من البداية، ولكن الحكومة الائتلافية المؤيدة لأوروبا لم تحدد بعد موعد دقيق للانتخابات،
رغم أن زعماء الأحزاب الثلاثة في الائتلاف وافقوا على تنظيمها في جولتين يومي 4 و18 مايو/أيار المقبل.
وبناء على ذلك، سيظل يوهانيس في منصبه حتى يتم انتخاب خليفته.
وشارك في الاحتجاج آلاف من المواطنين الذين عبروا عن استيائهم من إلغاء الانتخابات،
إضافة إلى أعضاء من حزب “التحالف من أجل وحدة الرومانيين” المعارض، والذي ينتمي إلى أقصى اليمين ويعد ثاني أكبر حزب في البلاد.
وقال زعيم الحزب، جورجي سيميون، للصحفيين: “نطالب بالعودة إلى الديمقراطية عبر استئناف الانتخابات بالجولة الثانية”.
وقد أعلن المنظمون أن عدد المشاركين في الاحتجاج وصل إلى 100 ألف شخص، في حين قدرت شرطة مكافحة الشغب العدد بنحو 20 ألف.
ولا يزال مصير ترشح جورجيسكو، الذي يعارض دعم رومانيا لأوكرانيا في مواجهة الغزو الروسي، غير واضح.
تلاعب بالانتخابات
تأتي هذه الاحتجاجات في وقت تتصاعد فيه الاتهامات بتلاعب في العملية الانتخابية،
حيث أكدت المحكمة الدستورية وجود استخدام غير قانوني لتقنيات رقمية مثل الذكاء الاصطناعي، إلى جانب مصادر تمويل غير معلنة.
وقد طعن المرشح كالين جورجيسكو في قرار المحكمة أمام محكمة استئناف محلية، كما قدم شكوى إلى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان.
وقد أثار جورجيسكو جدل كبير بعد نجاحه اللافت على منصة “تيك توك”، حيث حصد حسابه أكثر من 7.2 مليون إعجاب و646 ألف متابع.
ويشتبه العديد من الخبراء في أن هذه الشعبية قد تم تضخيمها بطرق غير طبيعية.
وفي سياق متصل، وافق البرلمان الروماني بفارق ضئيل على تشكيل حكومة ائتلافية جديدة برئاسة رئيس الوزراء الحالي،
مارسيل سيولاكو، الذي حل في المركز الثالث خلال الجولة الأولى من الانتخابات، بالرغم من توقعات استطلاعات الرأي التي كانت تشير إلى فوزه الكبير.
وتواجه رومانيا، العضو في الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو، أزمة سياسية غير مسبوقة،
في وقت تسعى فيه لاستعادة الاستقرار وتحقيق انتخابات رئاسية شفافة وعادلة.